من يتواصلون بشكل جيد يمتلكون ميزة تنافسية في حياتهم الشخصية والمهنية. الجميع يتواصلون بالطبع، حتى ان كنا نحاول الا نفعل، ولكننا نظل بطريقة او باخرى نتواصل، فحتى "المعاملة الصامتة" التي نتبعها مع شخص آخر لا تزال - على الرغم من ذلك - شكلًا من اشكال التواصل؛ فهي وان كانت تعني مثلًا اننا ربما لا نكون على وفاق مع الطرف الآخر، او اننا لم يعد لدينا المزيد لقوله حول هذا الشان، فانها تعني ايضًا اننا ما زلنا نتواصل معهم بالتاكيد. يتجلى التواصل في صور لا حصر لها، ولكن سواء اكنا نقصد ان نتواصل ام لا، فاننا نظل نتواصل. وكما نقول - نحن المؤلفين - في هذا الكتاب ان التواصل غير قابل للاسترجاع؛ اي اننا لا نستطيع استعادة الكلمات بعد نطقها، مهما تمنينا لو اننا لم نقلها، لا نستطيع استرجاعها. يمكننا الشعور بالسوء؛ لاننا تفوهنا بتلك الكلمات، ولكننا لا نستطيع محوها او محو الاساءة التي من الممكن ان نكون قد تسببنا فيها، وافضل ما يمكننا فعله هو الاعتذار. لقد جعلنا عنوان هذا الكتاب فن التواصل لسبب، وهو ان التواصل يكون فنًّا اذا تم بطريقة جيدة، انه فن يمكن صقله باستمرار طوال حياتنا، لكن المشكلة تكمن في اننا نقوم بالتواصل دون الكثير من التفكير في كثير من الاحيان، ومثله مثل اي شكل من اشكال الفنون، فانه من الممكن ان يُرى او يُسمع بوصفه راقيًا وجذابًا، او يمكن ان يجعل المرء يتساءل عن كيفية او سبب عرض ذلك الفن في مكان عام! وتحسبًا لاحتمال انك تتعرض للحالة الاخيرة في مواقف التواصل الخاصة بك، فقد راعينا تقسيم هذا الكتاب الى قسمين؛ حيث الَّف الدكتور "راي اتش. هول" نصف الفصول المعنية بتقديم الجوانب الفنية للتواصل -او يجدر بنا ان نقول - الجوانب المعلوماتية، ويشرح "جيم ستوفال" باساليب جميلة في بقية فصول الكتاب كيف يتجلَّى التواصل في حياتنا اليومية. نتمنى ان تستمتع بهذا الكتاب، وبـ"فن التواصل" الذي نشاركك اياه، حيث سيمنحك ميزة تنافسية في حياتك الشخصية والمهنية اذا قراته بعناية وبشكل كامل، وكما قال "ارسطو" ذات مرة: "الشخص الناجح هو مَن يتواصل بشكل جيد".